الفاو: 40 مليون شخص يعانون من الجوع في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

دبي- مصادر نيوز

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن ونقص التغذية، أي الجوع، تجاوز الأربعين مليونا في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في ظل تفاقم النزاع واستمرار نزوح المدنيين.

وحذرت الفاو من زيادة هذه التحديات بسبب النزاعات الأخيرة وعدم الاستقرار المدني في بعض بلدان المنطقة، إضافة إلى النمو السريع للسكان، وزيادة التوسع الحضري، وتراجع إنتاج الغذاء، وندرة وهشاشة الموارد الطبيعية، والتهديد الذي يطرحه تغير المناخ.

ويأتي القضاء على الجوع، باعتباره أحد أهـداف التنمية المستدامة، في صلب أجندة مؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة حاليا في روما، في إطار العمل لتحقيق التنمية المستدامة وبحث التحديات الخاصة بالقضاء على الجوع وخاصة في مناطق النزاعات.

ويسعى مؤتمر الفاو الإقليمي إلى رسم خارطة طريق للعمل المستقبلي لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق تنمية زراعية شاملة. في خضم الصراعات التي تشهدها المنطقة.

وللعام الرابع على التوالي، يستمر وضع الأمن الغذائي لمنطقة الشرق الأدنى في التدهور نتيجة الصراعات والعنف والنزاعات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، هذا بحسب عبد السلام ولد أحمد مساعد المدير العام لمنظمة الفاو.

وقال ولد أحمد إن تحقيق السلام الدائم يمثل أمرا رئيسيا للقضاء على الجوع وتحسين رفاه الناس في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. مضيفا أنه بدون ذلك، لن تتمكن المنطقة من القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين وضع التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، وهي أمور أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030 مشيرا إلى أن الجوع يمثل عائقا أساسيا أمام تلبية الحاجات الإنسانية الأخرى.

 

مشاركة عربية

وعلى هامش المؤتمر قال وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري أحمد القادري إن مكافحة الجوع تأتي على رأس اهتمامات حكومة بلاده من خلال دعم برامج الإصلاح الزراعي التي قال إنها تأثرت كثيرا بالحرب الدائرة:

“الجهود التي تبذل من قبل وزارة الزراعة وبدعم حكومي جهود كبيرة للقضاء على الجوع وخاصة وأن القطاع الزراعي كما ذكرت يعد شبكة الأمان للشعب السوري. المعروف أن سوريا هي الدولة الوحيدة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التي لديها اكتفاء ذاتي في كافة المحاصيل الزراعية بفضل دعم الفلاحين، حيث هناك دعم للمدخلات ودعم للمخرجات كل هذا شجع العمل في المجال الزراعي، بالإضافة إلى الاهتمام بالبحث العلمي الزراعي. ذلك هو الركيزة الأساسية للنهضة الزراعية التي حدثت خلال الثلاثة عقود السابقة قبل الأزمة في سوريا.”

 

ولمملكة البحرين أيضا مبادرات وخطط عديدة تستهدف مكافحة الجوع وتنمية القطاع الزراعي وضمان الأمن الغذائي، كما قال وكيل الوزارة لشؤون الزراعة في المملكة إبراهيم أحمد للزملاء في القسم الإعلامي بمنظمة الفاو:

“خطت مملكة البحرين خطوات كبيرة في مجال الأمن الغذائي وتنمية الزراعة. من خلال الكثير من المبادرات، منها مبادرة مكافحة الأمراض سواء كانت الحيوانية أو الآفات الزراعية بالإضافة إلى تشجيع   المزارعين والمربين من خلال منحهم بعض المساعدات وتسهيل حصولهم على الأراضي لإقامة مشاريعهم الخاصة مما يساعد على رفع المنتج الزراعي البحريني من الحيواني أو النباتي.”

ويضيف إبراهيم أحمد أن التوعية بمخاطر هدر الغذاء وترشيد الاستهلاك، من بين البرامج التي تسعى المملكة ودول الخليج العربي إلى تعزيزها في إطار أهـداف التنمية المستدامة:

“نحن في مملكة البحرين والخليج عموما كدول مستوردة نحاول قدر الإمكان أن نقنن الفاقد من الغذاء. نشجع دائما أن يكون استهلاك هذه المنتجات استهلاكا محدودا. لأن الغذاء هو أموالنا ولكن في النهاية هو موارد إذا لم نستخدمها على الوجه الصحيح فإنها ستؤثر على جهات أخري.”

 

الزراعة الإيكولوجية والتحول الزراعي ومبادرة “صحة واحدة”

ويناقش مؤتمر الفاو الإقليمي في روما التحول الزراعي في المنطقة وتحدي توظيف الشباب وهجرتهم، والزراعة الإيكولوجية (البيئية) والتكيّف مع تغير المناخ في المناطق شبه القاحلة من أجل تحقيق تنمية زراعية مستدامة، ومشكلة العواصف الرملية والترابية في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، والتعاون الإقليمي لمعالجة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية والسمكية العابرة للحدود من خلال مبادرة “صحة واحدة”.

وقال وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان أحمد بن ناصر البكري إن بلاده وضعت برامج بالتعاون مع الفاو لتوظيف الشباب والحد من هجرتهم:

” هناك حوافظ تقدمها السلطنة أسوة بباقي الدول لمثل هذه المبادرات لتوطين الشباب وخلق مشروعات زراعية أو حيوانية أو سمكية على مستوى الأرياف والقرى للتقليل من هجرة هؤلاء الشباب بالذات حملة الشهادات المتوسطة.”

 

المبادرات الإقليمية لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

وتعمل منظمة الفاو في الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد نزاعات، تحت مظلة مبادراتها الإقليمية الثلاث، وهي ندرة المياه، والزراعة الأسرية صغيرة النطاق، وبناء القدرة على الصمود لتحسين الأمن الغذائي والتغذية. وتدعم الفاو الدول الأعضاء بطرق مختلفة، منها المناصرة وتطوير السياسات وبناء القدرات وتبادل المعارف والخبرات ودعم مشاريع وبرامج قـُطرية محددة.

وقال عبد السلام ولد أحمد إن الفاو حافظت على تواجدها وقدمت خدماتها في الدول التي شهدت نزاعات. وقدمت الدعم ليس فقط للعمليات الطارئة ولكن أيضاً لسبل المعيشة المستدامة وبناء القدرات والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

وأشاد وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان أحمد بن ناصر البكري بالتعاون بين بلاده ومنظمة الفاو وقال إن الدعم الذي ظلت تقدمه المنظمة لبلاده أسهم في إنجاز العديد من المشروعات الزراعية:

” عمان تربطها بمنظمة الفاو علاقة سابقة وعريقة. مكتب مسقط يعمل أيضا على تحقيق الأهداف المرجوة. والكل بحاجة إلى العمل مع الفاو باعتبارها مظلة عالمية.”

أما وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري أحمد القادري فقال إن التعاون بين بلاده ومنظمة الفاو يمتد لأكثر من سبعين عاما تحققت من خلاله مشروعات عديدة نهضت بالقطاع الزراعي في بلاده:

“سوريا كانت من أولى الدول المنتسبة إلى منظمة الأغذية والزراعة الفاو والتعاون منذ سبعين عاما. ويمكننا أن نشير إلى أن هذه المسيرة التاريخية الطويلة من التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة يمكننا أن نقيمها بأنها من التجارب الرائدة التي يحتفى بها في المنطقة العربية.”

ويرأس المدير العام للفاو، جوزيه غرازيانو دا سيلفا طاولة مستديرة للوزراء حول القضاء على الجوع في 10 مايو/أيار بمشاركة سفيرة النوايا الحسنة لدى الفاو للقضاء على الجوع، دارين الخطيب.

 

الاحتفال بالذكرى الأربعين للهيئات التمثيلية القطرية في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا

وتحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على هامش الدورة الرابعة والثلاثين لمؤتمرها الإقليمي للشرق الأدنى في روما، بالذكرى الأربعين للهيئات التمثيلية القـُطرية في المنطقة من خلال تقديم معرض صور وتسليط الضوء على الإنجازات المهمة وقصص النجاح التي حققتها المنظمة مع الدول الأعضاء.

Optimized with PageSpeed Ninja