الجنيه المصري يسجل ارتفاعا ملحوظا أمام الدولار

القاهرة – مصادر نيوز

خبراء: زيادة الاستثمار في أدوات الدين وإشادة صندوق النقد أعطت “جرعات منشطة” للجنيه 
البنك الأهلي: التدفقات الدولارية وصلت لمليار خلال يناير … وبنك مصر: 150 مليون دولار حصيلة الأمس فقط


واصل الدولار تراجعه أمام الجنيه، لينخفض 7 قروش خلال تعاملات اليوم في البنك الأهلي المصري و”العربي الإفريقي” وبنك مصر ، حيث سجل 17.58 للشراء و17.68 للبيع، وفي بنك الإسكندراية تراجع 10 قروش ليسجل 17.86 للبيع، و17.76 للشراء، وفقا للشروق.


وسجل الدولار أكبر تراجع يومي منذ عامين، بنحو 20 و21 قرشا للبيع والشراء علي التوالي، وأعلن البنك المركزي عن أسعار صرف العملة الخضراء لدى القطاع المصرفي خلال تعاملات أمس الأول الأحد ليسجل سعر الدولار 17.75 جنيه للبيع و17.65 جنيه للشراء، مقابل 17.95 جنيه و17.86 جنيه قبل أيام.


وأجمع عدد من المحللين، علي أن التراجع الذي سجله الدولار أمام الجنيه منذ أمس، يعود لزيادة التدفقات الأجنبية خلال الفترة الماضية، وإشادة صندوق النقد الدولي بإجراءت الإصلاح الاقتصادي مع قرب صرف الشريحة الخامسة من قرض الصندوق، مع انتعاش قطاع السياحة، وكلها عوامل ساهمت في زيادة قوة الجنيه أمام العملة الخضراء.


قال هاني فرحات، رئيس قسم البحوث في بنك استثمار “سي آي كابيتال”، إن الدفعة التي تلقاها الجنيه أمام الدولار تعود إلي انتشار الأخبار الإيجابية عن قرب صرف الشريحة الخامسة من قرض صندوف النقد الدولي، وإعلان وزارة المالية عن طرح سندات بالعملات الأجنبية، لافتا إلي الزيادة في التدفقات الأجنبية خلال شهر يناير الحالي.


وتعتزم وزارة المالية إصدار مجموعة من السندات الدولية المقومة بالدولار الأمريكي واليورو بأسواق المال العالمية خلال العام المالي 2018-2019، حيث أعلنت عن طرح أذون وسندات خزانة بقيمة إجمالية 5.181 مليار جنيه خلال يناير الجاري.
وقال محمد الأتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر، أن الحصيلة الدولارية للبنك بلغت 150 مليون دولار حتي منتصف التعاملات، وذلك بعد أول يوم للتعاملات بعد الانخفاض التي شهده سعر العملة.
فيما قال مصرفي في البنك الأهلي لـ”رويترز”، إن ”التدفقات الدولارية خلال يناير للبنك بلغت نحو مليار دولار ونحو 40 مليار دولار منذ تحرير سعر الصرف“ في نوفمبر 2016.
وأضاف ”قمنا بتمويل عمليات تجارية خلال الفترة من نوفمبر 2016 وحتى الآن بنحو 43 مليار دولار“.
وأوضحت سهر الدماطي، العضو المنتدب لصناديق ائتمان الاستثمار بشركة يونيون كابيتال للاستشارات المالية، أن هناك عدة عوامل أعطت “جرعات منشطة” للجنيه أمام الدولار، منها إشادة صندوق النقد بإجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر، وتغير آلية البنك المركزي في تحويل أموال المستثمرين الأجانب مما سهل من عملية انتقال العملة للبنوك مباشرة، فضلا عن التفقات من الاستثمار الأجنبي في الأذون والسندات، والتي ارتفعت بنحو 1.5 مليار دولار خلال الشهر الماضي.
وأضافت أن الجدارة الائتمانية لمصر، أعطت ثقة للمستثمرين الأجانب في الفترة الماضية، في مقابل تراجع أسعار الفائدة في الأسواق الناشئة، فضلا عن انتعاش القطاع السياحي في مصر.
وأوضحت أن الطلب علي الجنيه ارتفع مقابل الدولار، مع زيادة استثمار الأجانب وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وترشيد الاستيراد والزيادة في التصدير، مما ساهم في هبوط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وذلك تواكبا مع تصريحات محافظ البنك المركزي طارق عامر الأخيرة لوكالة “بلومبرج”، التي تشير إلي أن التغير في أسعار العملة يرجع إلي العرض والطلب.
وتوقعت الدماطي أن انتعاشة في القطاعات الصناعية مع انخفاض تكلفة الإنتاج من المواد المستوردة وهو ما يعود بالإيجاب علي المستهلك المصري.

وأكد عامر خلال تصريحاته، أن المركزي ملتزم بضمان وجود سوق صرف حرة خاضعة لقوى العرض والطلب، مرجعا استقرار أسعار الصرف خلال الفترة الماضية إلى التحسن في الحساب الجاري، بسبب زيادة التحويلات، والسياحة والصادرات، والتحسن في التصنيف الائتماني لمصر. كما أن إلغاء البنك المركزي آلية تحويل المستثمرين الأجانب، ساهم في زيادة قوة الجنيه أمام الدولار، وأعطي سعر الصرف مرونة أكثر.
وتوقعت السويفي أن يشهد الدولار الفترة القادمة تذبذبا بين الصعود والهبوط، خاصة مع إعلان قطاع السياحة استهداف 15 مليون سائح العام الجاري، مما سيساهم في التدفقات الدولارية.
Optimized with PageSpeed Ninja