ماكرون يلغي زياراته الخارجية بسبب «السترات الصفراء»

دبي – مصادر نيوز

ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زياراته الخارجية حتى 15 مارس المقبل، من أجل إدارة المفاوضات الهادفة لحل أزمة “السترات الصفراء”، فيما اعتبرت وسائل إعلام فرنسية أن الخلافات المتصاعدة بين فرنسا وإيطاليا على خلفية دعم مسؤولين إيطاليين لمتظاهرى السترات الصفراء أنها الأخطر على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


وقال بيان لقصر الإليزيه، إن ماكرون سيبقى في البلاد حتى 15 من مارس المقبل، مشيراً إلى أن “الرئيس لن يشارك في مؤتمر سنوي حول الأمن، من المقرر عقده بمدينة ميونيخ الألمانية الأسبوع المقبل، وأنه ألغى كافة زياراته الخارجية”.


ويجمع مؤتمر ميونيخ مئات من القادة السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين من نحو 40 دولة.


فى سياق متصل، ومع تصاعد حدة الخلافات بين فرنسا وإيطاليا في الآونة الأخيرة، واستدعاء باريس سفيرها لدى روما، اعتبرت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية، أن هذه المواجهة بين باريس وروما الأخطر على الاتحاد الأوروبي، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن” هذه تصريحات غير مسبوقة بين مسؤولي دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي”.


ونقلت الصحيفة عن أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع السياسي، مارك لازار، قوله إن “المرة الأخيرة التي لم يكن فيها سفيراً لفرنسا متواجد لدى إيطاليا كانت عام 1940، عندما أعلنت إيطاليا الحرب”.


وأوضح لازار، السبب الرئيسي للتصعيد الحالى بين البلدين توقيت تصريحات المسؤولين الإيطاليين، والذي يهدف بلاشك للتأثير على الرأي العام الفرنسي، في الانتخابات الأوروبية المقررة في مايو المقبل، مضيفاُ أن السبب الآخر هو أن إيطاليا تعتبر فرنسا تطفلت على إحدى مستعمراتها السابقة في أفريقيا بالتدخل في الشئون الليبية منذ 2011 والمشاركة في المبادرات الرامية لتسوية الأزمة هناك.


ونوه لازار، إلى أن على المسؤولين الإيطاليين والفرنسيين يعرفون جيداً أن تبعات تلك الأزمة ليست سياسية أو دبلوماسية فحسب إنما إقتصادية بالدرجة الأولى، موضحاً أن البلدين شريكين تجاريين واقتصاديين رئيسيين في الاتحاد الأوروبي، كما يجمعهما تعاون ثقافي وتعليمي.


واستدعت فرنسا، سفيرها لدى إيطاليا على خلفية التصريحات التى أدلى بها مسؤولون إيطاليون وتضمنت هجوما على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ودعم واضح لمتظاهرى حركة السترات الصفراء، واتهام لفرنسا بترسيخ الفقر في إفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا.

Optimized with PageSpeed Ninja