الكاتب - محمد عبد الظاهر

أَنْتَ أَمْ الروبوت؟ كيف تُحافظ على وظِيفَتك؟

كتب – محمد عبد الظاهر

هل تخاف على وظيفتك الحالية، وتحاول تطوير مهاراتك قبل أن يأتي أحد الشباب الصغار ويحل محلك؟ هل تشعر أحيانا بأنك تقوم بمهام تقليدية وتحتاج لتغيير نمط وظيفتك؟ تكتم غيظك كل يوم من تصرفات مديرك؟

كل تلك المخاوف بسيطةً جدًا إذا ما فكرت أن هناك “روبوت” قد يحل محلك ومحل مديرك، إذا ما تمسكت بمهاراتك الحالية، وبنمط حياتك المهني التقليدي.

 

هناك أكثر من 800 مليون موظف حول العالم سوف يفقدون وظائفهم (خُمس القوى العاملة عالميًا)، ويحل محلهم “روبوت” حتى العام 2030، وفقا لدراسة معهد ماكينزي العالمية، والتي أُجريت في 46 دولة، وعلى ما يقارب من 800 وظيفة.

 

فكيف يمكن أن تُحافظ على وظيفتك، ومهاراتك مقارنة بتلك الآلات؟

وفقا لتصور مستقبليي عن حال العالم في 2050، قد يصل عدد العاملين حول العالم ما يقارب من 2 مليار موظف (دوام كامل)، و2 مليار أخرين يعملون لحسابهم الخاص، ومليار عامل في مهن غير رسمية، إلى جانب مليار عاطل عن العمل.  وخلقت التكنولوجيات الجديدة على مدى العقود العديدة الماضية أنواع عمل جديدة أو أكثر مما استبدلت. لكن لسوء الحظ، هناك مليار شخص لم يتمكنوا من التوافق مع الوسائل الجديدة وبالتي فقدوا وظائفهم، وفقا لتقرير من الانتقال بنجاح مثل الآخرين، وفقًا لتقرير “Millennium Project”.

 

وفقا لتقرير سابق صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (أكتوبر الماضي)، أكد التقرير على أن أهم التحديات التي تواجه الأيدي العالمة في المستقبل : هي توافر المهارات المطلوبة لمواكبة التطور التكنولوجي الكبير.

 

حيث يجب ضمان أن القوى العاملة لديها المهارات اللازمة لدعم التكنولوجيات الجديدة. حيث اتسعت الفجوة الرقمية بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية بصورة أكثر حدة، ليس فقط بسبب بعض القرارات المتعلقة بتكلفة تلك التقنيات، لكن أيضا بسبب طبيعة المهارات التقنية والمهنية رفيعة المستوى المطلوبة لتصميم وتشغيل وصيانة البنية التحتية الرقمية، وضرورة اتقان المهارات الأساسية وإتقان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والرسالة هي أن المهارات مهمة، فيجب توافر تلك المهارات عالميا؛ لتقليل عدم المساواة وتقليص الفجوة المعرفية بين الأيدي العاملة.

فحتى الآن، لا توجد أية مؤشرات على انخفاض نسبة التوظيف بسبب تلك الموجة الكبيرة من التغير التكنولوجي، كما يؤكد تقرير المنتدى. في حين أن التغيير قد أثر على قطاعات معينة ومهن بشكل سلبي، فإنه يولد العديد من الوظائف الجديدة في وظائف أخرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، سوف يحتاج العديد من الموظفين حول العالم إلى تغيير مهاراتهم بشكل جذري؛ حتى تواكب التغيرات التي تحدث في عالم العمل. وبخاصة إذا أرادت الشركات مواكبة التغيرات المُتسارعة الذي تحدثها الثورة الصناعية الرابعة، فسوف تحتاج إلى مساعدة موظفيها على تعلم مهارات جديدة.

الأعمال التي تزدهر ستكون تلك التي تضع تنمية المواهب في مركز عملياتها.

سوف تشهد القطاعات التي تضع المواهب والمهارات على قمة أعمالها، نموا كبيرا، وخاصة باستخدام تحليلات البيانات. وأيضا سوف يحتاج مسؤولي الموارد البشرية إلى تعلم كيفية النظر إلى الأمام، وتحليل فجوات في المهارات البشرية، والعمل على كيفية مواءمة القوى العاملة لديها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

مهارات المستقبل

وفقا لدراسة ” مهارات المستقبل ست منهجيات لسد فجوة المهارات المطلوبة في عالم الغد” والتي نشرتها القمة العالمية للحكومات في فبراير 2019، بالتعاون مع مؤسسة “ماكينزي آند كومباني”، أكدت أن التحول الرقمي والأتمتة سوف يؤدي إلى إيجاد متطلبات متغيرة بشكل كبير في مكان العمل، وستكون لها أهمية متنامية من أجل مواصلة المشاركة في المجتمع. وهناك حاجة إلى المهارات المستقبلية في الوقت الراهن، أي المهارات القائمة اليوم إلى حد ما مثل المرونة في العمل والتفاعل الرقمي، والمهارات التي لا زالت في طور النشوء مثل تطوير تكنولوجيا التعاملات الرقمية «بلوك تشاين»، وهي مهارات ستصبح أكثر أهمية في المستقبل.

واستنادًا إلى الوضع الراهن ستوجب على 25% من القوى العاملة اليوم، إما إيجاد أنشطة اقتصادية جديدة بحلول العام 2020، أو تعزيز مهاراتهم التكنولوجية ومواطنتهم الرقمية ومهاراتهم التقليدية بشكل كبير، وبمعنى آخر تعزيز مهاراتهم متعددة التخصصات. وتتضمن هذه المهارات البرمجة المرونة في العمل والقدرة على التكييف، ويتوجب على طلاب المدارس الابتدائية الاستعداد للتغيير، لأنّه وبحول عام 2030، فإن 85% منهم سيعملون في مهن غير موجودة بعد.

Twitter: @mohamabdulzaher

Linkedin: @Mohamed Abdulzaher

Optimized with PageSpeed Ninja