الذهب والنفط يحصلان على الدعم رغم مواجهة أسبوع حافل بالاضطرابات

دبي – (مصادر نيوز)

 

  • السلع تختتم شهر أبريل بانخفاض نسبي للشهر الثاني على التوالي
  • الذهب يُثبت مرونته تجاه خطة ترامب للإصلاح الضريبي؛ ومرشّح الوسط إيمانويل ماكرون في الانتخابات الفرنسيّة يفوز بالجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية
  • معدل الذهب إلى الفضة يبلغ أعلى مستوياته منذ يونيو 2016

 

قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى ’ساكسو بنك‘،أن أسهم قطاع السلع اختتمت تداولاتها دون أي تغيير تقريبًا خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل، ولكنها فعلياً سجلت تراجعاً للشهر الثاني على التوالي وإن كان ذلك بنسبة 1% فقط.

 

وبعد تكشّف التداعيات المرتبطة باختتام الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، تراجع الذهب وسط تلاشى المخاطر السياسية، ولكنه استطاع الصمود في وجه عدة تأثيرات سلبية أبرزها ضعف الين الياباني وارتفاع عوائد الأسهم والسندات.

 

“واجه النفط الخام عدّة تأثيرات سلبية كما انخفض قبل تمكنه مجدداً من الحصول على الدعم. وقد اشتملت العوامل المؤثرة في هذا السياق على عودة الإنتاج النفطي من ليبيا، والارتفاع غير المنضبط لمخزونات النفط الأمريكية والعالمية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن قدرة منظمة ’أوبك‘ على النجاح في تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى النصف الثاني 2017” يقول هانسن.

 

وسجّلت السّلع الزراعية مستويات متباينة خصوصاً مع تأثر قطاع السلع الخفيفة مرّة أخرى نتيجة تواصل عمليات البيع في أسهم الكاكاو والبن، وبشكل خاص السكر. وشهدت المحاصيل الرئيسية، مثل الذرة والقمح، طلباً لافتاً من الصناديق التي تضم مراكز بيع لتداول الأسهم، وذلك وسط بعض المخاوف بشأن تأثر آفاق القطاع الزراعي الأمريكي ببرودة الطقس والرطوبة الجويّة.

 

وشهد الذهب تداولاً عند نطاق ضيق نسبياً بعد الضعف الأولي الذي تكشّف في أعقاب اختتام الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، والتي لم تسفر عن مفاجآت صادمة بالمعنى الحقيقي للكملة. من جهة ثانية، قدّم الرئيس ترامب خطته المقترحة للإصلاح الضريبي والتي كانت تفاصيلها مقتضبة للغاية، علماً أن هذه الخطوة لم تلحق أي ضرر يُذكر بالذهب لاسيما وأن إقرار الخطة من قبل المشرّعين في الكونجرس قد يكون محفوفاً بالصعوبات.

 

وشملت التأثيرات السلبيّة الأخرى استمرار قوة الأسهم الأمريكية والعالمية وارتفاع عوائد السندات الأمريكية. وقد ترافقت هذه المستجدات مع مخاوف كبيرة ارتبطت بتصاعد التوتر مؤخراً بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية؛ حيث حذر ترامب من احتمال نشوب مواجهة كبرى إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية.

 

ولم يكن أبريل شهراً إيجابياً بالنسبة لمعدن الفضة الذي أخفق بالوصول إلى نفس الملاذ الآمن الذي عزز صعود الذهب بقوّة في منتصف الشهر الماضي. وقد حافظت صناديق التحوط في مطلع الشهر على مستويات قياسيّة من حيث صافي مراكز التداول المفتوحة طويلة الأمد في أسهم الفضة، مع العلم أن انحسار الضغوط نتيجة ذلك أفضى إلى خفض تكاليف الفضة بالنسبة إلى الذهب.

 

وبلغ معدّل الذهب إلى الفضة (الذي يشير إلى عدد أوقيات الفضة المطلوبة لشراء أونصة من الذهب) 73,25% وهو أعلى مستوى منذ شهر يونيو الماضي.

ولا يزال الذهب متأثراً بتداعيات فوز ترامب الذي يحتفل بمرور 100 يوم على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، ولكن الذهب استطاع رغم ذلك العودة إلى مستويات تداوله المسجلة قبيل الانتخابات الأمريكية في 8 نوفمبر الماضي.

 

وخلال تلك الفترة، سجل الذهب ارتفاعاً ترافق بصعوبات وعثرات شديدة، كما شهد موجة بيع حادّة بنسبة 11.5% مباشرة بعد تكشف مزيد من المضامين والتأثيرات لاحقاً، ولكنه سرعان ما عاود الصعود بقوّة توازياً مع انحسار الانتعاش في أنشطة التداول. وإن تحديد مستويات تداول الذهب خلال الـ100 يوم المقبلة مرهون بعدة عوامل أهمّها مسار نمو الاقتصاد الأمريكي ومعدل الأموال الفدرالية ومستويات الدولار، ودرجة انعدام اليقين الجيوسياسي، إضافة إلى مدى قدرة الرئيس ترامب على تمرير سياساته وإقرارها من قبل المشرّعين في الكونجرس (ضمن مبنى الكابيتول هيل).

 

في سياق متصل، شهد منحى الذهب الهبوطي المستمر لعدة سنوات- والمستقر حالياً عند أدنى من 1290 دولاراً للأوقية بحسب الرسم البياني الأسبوعي- تجاهلاً واضحاً من قبل المستثمرين لست مراتٍ خلال العام الماضي. وسيمهد الارتفاع فوق ذلك المستوى الطريق لتمديد حالة الارتياح فترة أطول؛ في حين أن حدوث كسر دون 1235 دولار للأوقية- والذي يمثل المنحى الصعودي عن أدنى مستوى منذ شهر ديسمبر- قد يفضي إلى حدوث موجة تصفيّة طويلة الأجل.

 

وقد شعرنا بالتفاؤل حيال المرونة التي أظهرها الذهب مؤخراً. فبالرغم من مستويات التداول المحايدة حالياً لهذا المعدن، ولكننا لا نزال نتبنّى منهجاً إيجابياً ومتفائلاً بخصوص بلوغ المستوى المستهدف عند 1325 دولار للأوقية بحلول نهاية العام.

قال هانسن: “سنشهد الأسبوع المقبل انعقاد اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة الذي افتقر لاهتمام الكثير من المستثمرين بعد تحديد أي رفع جديد لأسعار الفائدة عند معدل من خانة واحدة فقط. ومن المهم أيضاً أن نضع بالاعتبار أن مايو سيكون، بحسب المستجدات الأخيرة، شهراً حافلاً بالتحديات بالنسبة للذهب لاسيما مع انخفاض الأسعار في 4 من أصل 5 أشهر كما هو موضح في الجدول أدناه”.

كان شهر أبريل حافلاً بالاضطرابات بالنسبة للنفط؛ إذ تواصلت حركة الشدّ والجذب بخصوص جهود خفض الإنتاج بقيادة منظمة ’أوبك‘ من جهة، واستمرار ارتفاع الإنتاج الأمريكي من جهة أخرى. ورغم ذلك، نتوقع أن تنتهي الأمور على أساس أكثر حزماً خصوصاً بعد تأكيد الاجماع على رفض التداول دون المتوسط المتحرك على مدى 200 يوم بالنسبة لكل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت الخام.

وتعزى بوادر الضعف الأخيرة التي أثرت على النفط إلى ضغوط الإمدادات الإضافية من جانب ليبيا التي تخطط لرفع إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يومياً بعد أن أعادت تشغيل حقلين في البلاد. وقد جاء ارتفاع الإنتاج في مطلع شهر أبريل مدفوعاً بسببين رئيسيين هما: إغلاق أكبر حقل نفط في ليبيا، إضافة إلى الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا.

 

ومن المتوقع أن يفرض تقرير المخزون الأمريكي الأسبوعي تحدياً إضافياً للسوق، خاصة وأن الانخفاض الداعم لمخزونات النفط الخام عزز مخزونات البنزين وعمليات التقطير نتيجة تزايد أنشطة تكرير النفط. علاوةً على ذلك، تزايدت عمليات تصدير النفط الخام، في حين ارتفعت الواردات من منتجي ’أوبك‘ الرئيسيين لمدة أسبوع آخر.

 

وعلى صعيد الأسعار، انحسرت على نحو إيجابي التقديرات الأسبوعية المتعلقة بنمو الإنتاج النفطي لمدة أسبوع آخر لتبلغ مستوى 13 ألف برميل يومياً، أي أقل بكثير من المتوسط ​​البالغ 30 ألف برميل يوميا منذ شهر أكتوبر الماضي.

ونعتقد أن سوق النفط لا تزال منحصرة ضمن نطاق ضيّق في الوقت الحالي، وقد نشهد ارتفاعاً للأسعار بعد الحصول على دعمٍ باتجاه مستوى 50 دولاراً للبرميل بالنسبة لخام برنت، وأقل من 50 دولاراً للبرميل بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط، وذلك وسط احتمالات لعودة المخاطر الجيوسياسية رغم تلاشيها. كما شهدنا من ناحية أخرى تراجعاً في نمو الإنتاج الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين.

 

وسيجتمع أعضاء منظمة ’أوبك‘ يوم 25 مايو لمناقشة إمكانية تمديد اتفاق خفض الإنتاج. ومن المتوقع أن نشهد تأثيرات إيجابية لتمديد الاتفاق خصوصاً في ضوء التوقعات المتعلقة بالارتفاع الموسمي للطلب خلال النصف الثاني من العام، إلى جانب تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي. ويبدو أن أعضاء ’أوبك‘ متفقين على الحاجة لبعض التمديد في خفض الإنتاج بغية تلافي حدوث موجات بيع حادّة، ولكن معظم تلك الجهود تتوقف على روسيا التي تعتمد لغاية اليوم منهج الانتظار والترقب.

 

النفط الخام يبقى ضمن نطاق ضيق قبيل زيادة احتمال معاودته للصعود خلال النصف الثاني للعام

 

Optimized with PageSpeed Ninja