الأمم المتحدة: الروهينجا تعرضوا لهجمات وحشية ممنهجة

دبي – (مصادر نيوز)

أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن الهجمات الوحشية ضد الروهينجا في ولاية راخين بميانمار، كانت منظمة ومنسقة وممنهجة وتهدف ليس فقط لإبعادهم ولكن أيضا لمنعهم من العودة إلى ديارهم.

صدر التقرير عن فريق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي قابل وافدين من الروهينجا في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، في الفترة بين الرابع عشر والرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول.

وذكر التقرير أن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد الروهينجا قد نفذت من قبل قوات أمن ميانمار، وفي أغلب الأحيان بالتعاون مع أفراد مسلحين من البوذيين بولاية راخين.

كارين فريدريتش المحققة التابعة للأمم المتحدة تحدثت مع الصحفيين في جنيف عما قالته لها سيدة تبلغ من العمر 60 عاما.

“في يوم الهجوم الكبير جاء جيش ميانمار وحاصر منزلنا، وبدأوا في الصراخ قائلين إننا لا ننتمي إلى ميانمار وإنها ليست بلدنا. بدأوا في إطلاق النار…وقد تم اغتصاب النساء أمام أعيننا، كانت بعضهن فتيات صغيرات. حاولنا الاختباء ولكننا لم نتمكن من تجنب الرصاص.”

ويشير التقرير إلى شهادة فتاة في الثانية عشرة من عمرها وهي تصف كيف حاصرت قوات أمن ميانمار وأفراد من البوذيين بولاية راخين منزلها وبدأوا في إطلاق الرصاص.

وقالت الفتاة “أصابوا شقيقتي أمامي، كانت في السابعة من عمرها. بكت وقالت لي: اهربي. حاولت أن أحميها وأرعاها ولكن لم يكن لدينا أي مساعدة طبية في التلال. نزفت كثيرا، وبعد يوم ماتت. ودفنتها بنفسي”.

وذكر التقرير أن مكبرات الصوت استخدمت في بعض الأحيان، قبل وأثناء الهجمات، لنقل رسالة مفادها “أنتم لا تنتمون إلى هنا…اذهبوا إلى بنغلاديش. إذا لم ترحلوا، فسنحرق منازلكم ونقتلكم”.

وقد فر أكثر من 500 ألف شخص من الروهينجا إلى بنغلاديش منذ بدء قوات الأمن في ميانمار حملة للرد على ادعاءات وقوع هجمات ضدها من مسلحين في الخامس والعشرين من أغسطس/آب.

وذكر التقرير أن إجراءات التصريح بتنفيذ العمليات الأمنية قد بدأت قبل الخامس والعشرين من أغسطس.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق البالغ بشأن سلامة مئات آلاف الروهينجا الموجودين في ولاية راخين، في ظل تقارير تفيد باستمرار وقوع أعمال العنف.

ودعا المكتب السلطات إلى السماح على الفور لعمال الإغاثة وحقوق الإنسان بالوصول إلى المناطق المتضررة بدون عوائق.

ويتضمن التقرير شهادات تفيد بأن قوات الأمن أحرقت مبان وقرى بأكملها وقامت بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وبدون اتباع الإجراءات الواجبة، بالإضافة إلى أعمال الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والهجمات ضد أماكن العبادة.

وتشير المعلومات ذات المصداقية إلى أن قوات أمن ميانمار دمرت، عمدا، ممتلكات الروهينجا واستهدفت منازلهم وحقولهم وماشيتهم ومحاصيلهم وحتى أشجارهم، لجعل احتمال عودتهم في المستقبل لحياتهم وسبل كسب عيشهم في ولاية راخين الشمالية في المستقبل أمرا شبه مستحيل.

وأشار التقرير إلى القيام بجهود لمحو آثار المعالم البارزة في المنطقة الجغرافية لراخين والذاكرة، بشكل يجعل عودة الروهينجا إلى ديارهم تعني العودة إلى أراض خربة وغير معروفة المعالم.

وتفيد المعلومات التي تلقاها فريق حقوق الإنسان أيضا بأن قوات أمن ميانمار استهدفت المدرسين والقيادة الثقافية والدينية وغيرهم من المتمتعين بنفوذ في مجتمع الروهينجا، سعيا لمحو تاريخهم وثقافتهم ومعرفتهم.

المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، الذي وصف عمليات حكومة ميانمار بأنها مثال على التطهير العرقي، حث الحكومة على أن توقف على الفور عملياتها الأمنية المروعة.

وقال “من خلال حرمان الروهينجا من حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية والثقافية، بما في ذلك الحق في الجنسية، فإن أعمال الحكومة تبدو وكأنها تحايل للنقل القسري لأعداد كبيرة من الناس بدون احتمال لعودتهم”.

كلمات دالة

#دبي مصادر نيوز #سياسة #الأمم المتحدة #الروهينجا #جريمة #حياة #تقارير

Optimized with PageSpeed Ninja