خطة حتّا التنموية تسير في تحقيق أهدافها بمجموعة من المشاريع بتكلفة 1.3 مليار درهم

دبي – (مصادر نيوز)

أكد المكتب التنفيذي لإمارة دبي أن الخطة التنموية الشاملة لمنطقة حتّا التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، قبل عام بقيمة إجمالية تناهز 1.3 مليار درهم تسير وفق الأهداف المرسومة لها بمشاركة مجموعة من الهيئات والجهات الحكومية التي تتولى تنفيذ سلسلة المشاريع والمبادرات المتضمنة في الخطة والرامية إلى ترسيخ أسس التنمية المستدامة لتلك المنطقة لاسيما ضمن عدد من القطاعات الحيوية، بغية تأكيد مكانة المنطقة ذات الطابع التراثي والبيئي المميز كنقطة جذب سياحي ومركز اقتصادي مؤثر علاوة على تعزيز إمكانات كافة القطاعات الاجتماعية والثقافية هناك، وفقا لبيان صحفي نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي.

ويشارك في تنفيذ الخطة، التي يُشرف عليها المكتب التنفيذي لإمارة دبي، عدة جهات حكومية تشمل بلدية دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية ومجلس دبي الرياضي، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان، فيما يتولى المكتب الإعلامي لحكومة دبي الشق الإعلامي من الخطة من خلال لجنة الاتصال التي شُكّلت للتعريف بالخطة وأهدافها وما تتضمنه من مشاريع.

بلدية دبي تنفذ حزمة كبيرة من المشاريع
تنوعت إسهامات بلدية دبي في الخطة لتغطي عدة محاور اجتماعية واقتصادية تهدف في مجملها إلى تعزيز عملية التنمية الاقتصادية في المنطقة، وتوفير سبل الدعم اللازم لأبناء حتّا لاسيما الشباب ورواد الأعمال.

من جانبه أكد المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي، على الأثر الإيجابي الكبير الذي أحدثته خطة التطوير الشاملة في حياة أهالي منطقة حتّا، إذ عكست مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المنطقة التي تعد من أبرز المناطق المحافظة على ملامح الحياة التراثية الخليجية الأصيلة وتفوح بعبق التاريخ الإماراتي العريق، في حين أكدت هذه الخطوة المهمة حرص سموه على التوظيف الأمثل لما تملكه حتّا من مقومات تاريخية وطبيعية بمشاركة مباشرة من أهلها لاسيما الشباب منهم، والتي عنت الخطة بإطلاق طاقاتهم الإيجابية وتحفيزهم على المشاركة الفعالة لخدمة مجتمعهم ووطنهم.

وأكد لوتاه أن بلدية دبي حرصت على توفير كافة المتطلبات والمرافق الخدمية المختلفة بما يسهم في تعزيز مكانة حتّا كوجهة تراثية وسياحية مهمة كونها من أكثر المناطق التي حافظت على عراقة وروح الماضي فهي تمثل حقبة من ماضي الأجداد والآباء، لذا قامت بلدية دبي بوضع الخطط الرامية إلى المحافظة على مختلف العناصر التراثية بما يشمل المواقع ذات الطابع المعماري المميز والمناطق السياحية وذلك من خلال حزمة من المشروعات الرامية إلى دعم مختلف القطاعات وتحقيق أكبر استفادة من إمكانات المنطقة.

وخلال الربع الأول من العام الجاري، قامت البلدية بتنظيم “مهرجان حتّا للعسل” الذي شكّل منصة مهمة للنحالين في الإمارات والمنطقة لمناقشة أوضاع هذه الصناعة التي طالما كانت مكوناً مهماً في القطاع الاقتصادي في حتّا، وتضمنت الفعالية دورات علمية في مجال تربية النحل، وورش عمل للتعريف بأفضل الطرق والممارسات المتبعة في هذا المجال.

وتضمنت المشروعات تطوير منطقة الشريعة التراثية، و”سوق ونُزل حتا”، وبناء 30 استراحة عامة، وتشييد عدة ممرات بين المزارع بطول 2 كيلومتر، ومشروع سارية العلم، وهو ما ينسجم مع استراتيجية البلدية الرامية إلى تطوير البنية الأساسية اللازمة لدعم قطاعي الاقتصاد والسياحة في حتّا، وتعزيز قدراتها التنافسية اعتماداً على ما تمتلكه من مقومات طبيعية وتراثية، وتوفير الفرص الاستثمارية لأبناء المنطقة حيث تم إطلاق برنامج التوطين والمنح الدراسية لتمكين شباب حتا من خلال توفير منح دراسية تؤهلهم لشغل وظائف فنية مستقبلية، كما تم تخصيص العديد من المساحات التجارية في الأماكن السياحية التي تشهد توافد كثيف للزوار.

وعلاوة على ذلك نظمت البلدية في مطلع العام الجاري سباق حتَّا للدرجات الهوائية الجبلية بمشاركة 212 متسابق من جنسيات مختلفة، كما بدأت العمل على تنفيذ حزمة ثانية من الأعمال تشمل مشروع “سوق ونُزل حتا”، و”حتّا لايف”، وهو مشروع بث حي من خلال كاميرات مثبتة في موقعين استراتيجيين تتيح استكشاف حتا بزاوية 360 درجة، فضلاً عن بناء مجموعة من المحلات التجارية، ومجمع سكني لموظفي الجهات الحكومية، ومشروع ساحات ألعاب للأطفال.

الاستدامة … السمة الرئيسة لمشاريع “ديوا”
بدأت هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا” في إنشاء محطة كهرومائية لتوليد الكهرباء بالاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وتم إنجاز جزء مهم من دراسات الأعمال الهندسية الخاصة بالمشروع بما يشمل دراسات التصميم، والدراسات الهيدرو-جيولوجية، والجيولوجية، والبيئية، والجيو-تقنية، والحفريات العميقة، وتصميم الأنفاق المائية العميقة، والخزان العلوي والمحطة الكهرومائية.

وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة التي تعد المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، 250 ميجاوات، وبعمر افتراضي يتراوح بين 60 و80 عاماً، ويأتي الاعتماد على هذا النوع من الطاقة ضمن أهداف “استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050″، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة فيها إلى 75% بحلول 2050، وستسهم المحطة بشكل ايجابي في مجالات الري والسيطرة على الفيضانات وتخزين المياه العذبة.

ومن جانبه قال سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “تمثل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نبراساً نهتدي به في جميع مشروعاتنا ومبادراتنا التنموية ونضع نصب أعيننا تحقيق التنمية المستدامة بجوانبها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية مع ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والحفاظ عليها لأجيالنا القادمة. وفي إطار دعمنا للخطة التنموية الشاملة لمنطقة حتا، نعمل على تنفيذ عدة مشروعات من بينها مشروع المحطة الكهرومائية، ضمن سعينا لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي لتصل إلى 75% بحلول 2050. وستسهم المحطة الكهرومائية، والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، ودعم التنمية المستدامة للمنطقة وتعزيز موقع حتا كأحد أبرز مناطق الجذب السياحي”.

وضمن جهودها لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، تعمل الهيئة من خلال مبادرة “شمس دبي” إلى تشجيع أصحاب المباني على تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وربطها بشبكة الهيئة حيث تقوم شركة الاتحاد لخدمات الطاقة (اتحاد اسكو) التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي بتصميم وتركيب الأنظمة الكهروضوئية في 640 فيلا يتم الانتهاء منها بنهاية العام 2018.

كما تقوم الهيئة بإنشاء محطات لشحن السيارات الكهربائية (الشاحن الأخضر) لتحفيز السكان على استخدام المركبات الصديقة للبيئة، وتعمل كذلك على تركيب عدادات ذكية للمباني كجزء من مبادرة “التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية”، إذ تتسم هذه العدادات الذكية بميّزات متطوّرة لمراقبة استهلاك الكهرباء.

وقد حرصت هيئة كهرباء ومياه دبي في كافة مشروعاتها على إشراك مواطني المنطقة من خلال توفير فرص عمل تبلغ نحو 200 وظيفة دائمة في المجالات الفنية والإدارية والتشغيلية، وأكثر من 300 وظيفة في مركز الزوار والأنشطة الخارجية والمرافق السياحية المرتبطة بالمشروع، إضافة إلى أكثر من 2000 وظيفة أثناء تنفيذ المشاريع، كما توفر الهيئة منحاً وبعثات دراسية في الجامعات داخل وخارج الدولة لطلبة حتا حيث أعلنت عن فتح باب التسجيل للمنح الدراسية لطلبة منطقة حتا في تخصصات الهندسة الكهربائية، والميكانيكية، والهندسة المدنية، لجميع خريجي الثانوية العامة القسم العلمي الحاصلين على نسبة %80 على الأقل.

“بوابة حتَّا”.. لمسة جمالية من الطرق والمواصلات
قبيل بدأ أعمالها ومساهمتها في خطة حتّا التنموية، بحثت هيئة الطرق والمواصلات بدبي مع أهالي المنطقة متطلباتهم ومقترحاتهم المتعلقة بالخدمات التي يتطلعون إلى تطويرها خلال زيارة مجلس المتعاملين بالهيئة في جلسته “74 ” للمنطقة، سعياً إلى إشراك أهالي المنطقة في صناعة القرارات المتعلقة بالخدمات المقدمة إليهم.

وأوضح سعادة مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات،  أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في وضع الترتيبات مع وزارة تطوير البنية التحتية، لتنفيذ طريق استراتيجي يربط إمارة دبي بمنطقة حتا عبر منطقة لهباب، وتقدر التكلفة الاجمالية للجزء الواقع في إمارة دبي من الطريق بنحو 55 مليون درهم، كما ارست الهيئة مؤخراً عقد تصميم وتنفيذ طرق سكنية في شعبية مَكَن ومنطقة الكسارات بحتا بتكلفة اجمالية تقدر بنحو 30 مليون درهم،  كما سيتم تنفيذ بوابة حتا، وهي عبارة عن عمل فني يضفي لمسة جمالية على مدخل المنطقة التي تحتضن العديد من المعالم السياحية والتاريخية والطبيعية، ويتوقع الانتهاء من تنفيذها خلال الربع الثالث من عام 2018، وقد خصصت الهيئة مؤخراً خدمة حافلات لربط مختلف المناطق في حتا وكذلك مركبات مجهزة خصيصا لنقل المرضى من منطقة حتا إلى مستشفيات دبي في الحالات التي تستدعي ذلك، مشيراً إلى أن الهيئة ستواصل مستقبلا تطوير البنية التحتية والخدمات المتعلقة بالطرق والنقل بما يدعم خطط التنمية المستقبلية بمنطقة حتا.

وأضاف الطاير: “يتميز مشروع بوابة حتا بتصميمه الفريد الذي يعكس هوية منطقة حتا وعناصر بيئتها بصورة حديثة ومبتكرة، حيث روعي في التصميم أن يعبر عن جمالية المكان بجباله وتكويناته الصخرية المميزة وعكسها بصورة تجريديه على شكل أعمدة متتالية ومختلفة التشكيل والارتفاع لتعبر عن طبوغرافية المنطقة، ويرمز الشكل العمودي المرتفع لصلابة وشموخ جبال حتا بحيث يترك اثرا كبيرا في نفوس الزوار”.

وتَرَكزَ دور الهيئة على تطوير وتحسين شبكة الطرق لتلبية احتياجات الانتشار السكاني والعمراني في المنطقة وذلك عبر تطوير مجموعة من الطرق السكنية في عدة شعبيات في حتّا، كما قامت الهيئة بتوفير مكتبات في أربع مدارس للتعليم الأساسي، وفضلاً عن ذلك تقوم الهيئة بتخصيص حافلات لنقل الجمهور والمشاركين لمختلف الفعاليات التي تستضيفها المنطقة لتيسير عملية التنقل من دبي إلى حتّا.

بدأت الهيئة في مطلع العام الحالي بتنفيذ مشروع “بوابة حتّا” وهو يتكون من أعمدة متتالية ومختلفة التشكيل والارتفاع ذات تصميم فريد يعكس هوية حتَّا، وعناصر بيئتها الجبلية.

ورشة عمل ضمن برنامج المرشد السياحي
كجزء من “برنامج المرشد السياحي الإماراتي” الهادف إلى تدريب وترخيص الراغبين بالعمل في هذا المجال من المواطنين والمواطنات، نظّمت هيئة دبي للسياحة والتسويق التجاري “دبي للسياحة” ورشة عمل تعريفية في منطقة حتّا لتعريف أبناء المنطقة بميزات البرنامج الذي يُمكن المتدرب من الحصول على رخصة مهنيّة مصدّقة من “دبي للسياحة”، حيث تم إلقاء الضوء على ما يقدمه البرنامج من معلومات قيمة في الجانبين النظري والعملي ترفد المنتسبين له بخبرة اكاديمية ودراية كبيرة عن مهنة الإرشاد السياحي ومتطلباتها.

وبدوره قال عيسى بن حاضر، مدير عام كلية دبي للسياحة إحدى المؤسسات التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري (دبي للسياحة): “يعد برنامج المرشد السياحي الإماراتي في منطقة حتا واحداً من البرامج التدريبية المتكاملة التي أطلقتها الكلية لرفد القطاع السياحي بالكفاءات الإماراتية الواعدة والقادرة على العمل في هذه المهنة، وقد تمكّنا حتى الان من تدريب وتخريج  عدداً من المواطنين والمواطنات من سكان منطقة حتا في مجال الإرشاد السياحي وذلك للاستفادة من معلوماتهم المفصلة عن تاريخ المنطقة وما يضمه تفاصيل غزيرة تمثل ركناً مهماً من الموروث الثقافي والحضاري للإمارات ينبغي أن تحفظ في ذاكرة أبنائها، ليتم نقلها لضيوف وزوّار هذه المنطقة التابعة لإمارة دبي بكل مصداقية وأمانة”.

وأكد بن حاضر أن كلية دبي ماضية نحو تحقيق أهدافها لاستقطاب المزيد من الشباب الاماراتي الامر الذي يعزز استراتيجيتها الخاصة بتوطين القطاع السياحي، وتحقيق رؤية حكومة دبي بالارتقاء بمنطقة حتا والنهوض بها من كافة المستويات والخدمات.

إثراء المشهد الثقافي والتراثي في حتّا
ركزت جهود هيئة دبي للثقافة والفنون )دبي للثقافة (خلال هذا العام على تعزيز الهوية الثقافية لمنطقة حتا من خلال برنامج حافل بالأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية.

وصرح سعادة سعيد النابوده، المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة): “استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عملت دبي للثقافة، بصفتها الجهة المعنية بشؤون الفن والثقافة والتراث في دبي، على دعم مشروع حتا التنموي بفاعلية مراعيةً إرساء أجندة فعاليات ثابتة على مدار العام. وعند استعراض جهود الهيئة وما قدمته لإثراء المشهد الثقافي والتراثي والفني للمدينة، نكتشف تنوعًا واضحًا في تلك الفعاليات التي تمكنت من تحقيق الكثير من الأهداف، لاسيما وأن نطاق عمل دبي للثقافة يتمحور حول تعزيز التنوع الثقافي والتلاحم الاجتماعي في دبي”.

وأضاف النابوده: “قامت دبي للثقافة بتوفير الدعم اللازم لمهرجان حتا التراثي الذي تواصلت فعالياته على مدى شهرين تقريبا حيث ضم أكثر من 48 فعالية متنوعة ليوفر لزواره العديد من الفعاليات ذات المحتوى الثقافي والبرامج الفكرية، مثل معارض الحرف التقليدية والضيافة العربية والأسلحة التقليدية والأزياء المحلية والأنشطة المسرحية والأعراس الشعبية، لتتحول حتا معها إلى لوحة ثقافية تراثية حية”.

ومن أبرز الفعاليات التي نظمتها الهيئة في العام المنصرم أمسية شعرية في قرية حتا التراثية، ضمن فعاليات مهرجان حتا التراثي بمشاركة عدد من نجوم الشعر النبطي على الساحة المحلية. كما قامت الهيئة بتنفيذ وتجهيز مركز حتا للتنمية التراثية بهدف تنمية وتعزيز الهوية الوطنية في أوساط الجيل الجديد، وترغيبهم بتراث الأجداد من خلال ترسيخ القيم والعادات الإماراتية الأصيلة. وبالإضافة إلى ذلك، تحرص الهيئة بشكل دائم على انتاج محتوى تثقيفي وترويجي عن منطقة حتا بهدف استقطاب الزوار والتعريف بالإمكانات الهائلة للمنطقة.

وحرصت مكتبة دبي العامة على إدراج فرع حتا في كافة الفعاليات التي تقيمها على مدار العام، ومنها برنامج النشاط الصيفي ومعرض الكتاب السنوي، بالإضافة إلى المحاضرات المتنوعة المفتوحة للجمهور. وأقيمت حملات موجهة لطلبة المدارس وللجمهور للانضمام لعضوية المكتبة، والاستفادة من المرافق المتخصصة التي توفرها الهيئة”.

التعريف بكنوز حتّا عبر “حي الحياة”
أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية مشروع “حي الحياة” في حتّا بمشاركة شباب المنطقة، والمؤسسات التعليمية في دبي وعدد من الجهات الحكومية والمؤسسات غير الربحية، وتقوم فكرة المشروع على تطوير حي تعليمي متكامل يعتمد على مبدأ التعلم عبر المعايشة الواقعية لمختلف أنماط الحياة والطبيعة في منطقة حتّا، وتوفير فرص اكتساب المعرفة حول العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والفنون والأنشطة البدنية والرياضية في البيئة الواقعية لتكون مكملاً لما يكتسبه الطلاب من التعليم المدرسي، فضلاً عن إبراز المقومات الطبيعية والتراثية للمنطقة.

وأتاحت المرحلة الأولى لأكثر من 280 طالب وطالبة من مدارس دبي فرص الاستفادة من الثراء الحضاري والحياة الطبيعية في منطقة حتا لتكون بمثابة “مجتمع تعلّم مفتوح” يركز على تعزيز مهارات جودة الحياة ومن بينها التواصل مع الطبيعة، فيما يتواصل برنامج اكتشف كنوز حتا في موسمه الثاني اعتباراً من 17 نوفمبر الجاري ليوفر المزيد من الفرص للطلبة من أجل تعزيز مهاراتهم المستقبلية.

ومن جانبه أكد سعادة الدكتور عبدالله الكرم، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن خطة حتا التنموية تعكس الدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة لكافة المشروعات والمبادرات التي تستهدف إسعاد المواطنين والمقيمين، وبناء مجتمع مستدام عبر تهيئة البيئة المواتية لاستثمار الطاقات الإيجابية الكامنة.

وعن “مشروع اكتشف حتا” وما يقدمه من فوائد، قال الكرم: “يشهد برنامج اكتشف كنوز حتا ضمن مشروع حي الحياة تعاوناً إيجابياً بين طيف متنوع من المؤسسات على المستويين المحلي والدولي، وذلك لتعزيز المهارات المستقبلية للطلبة من خلال ربطهم مع الطبيعة في حتا، والاستثمار في الأصالة والتنوع البيئي والحضاري في المنطقة بما يعزز مبادئ التعليم الإيجابي الذي يقوم على ربط طلبة دبي بطيف متنوع من مختلف أنماط الحياة البيئية والاجتماعية”.

وأضاف الكرم : “يوفر البرنامج حزمة متنوعة من الأنشطة التي تجعل من الطبيعة فصولاً تعليمية مفتوحة بمشاركة أهالي حتا، بالإضافة إلى استثمار الإمكانات البيئية بدبي في صنع المهارات التي تواكب مستقبل الإمارة عبر  إتاحة الفرصة للطلبة المشاركين في البرنامج لكي يتعلموا مهارات مختلفة من خلال معايشة واقعية تعزز قدراتهم وفهمهم للحياة، بالإضافة إلى اكتساب وتطبيق المعرفة حول العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والعلوم الأخرى والفنون والأنشطة البدنية والرياضية في المحيط البيئي والمجتمع بالإضافة إلى اكتسابها من خلال المدرسة”.

حتّا… من أهم مراحل طواف دبي الدولي
نَظّمَ مجلس دبي الرياضي مسيرة المشي في حتا بمشاركة أكثر من 3000 شخص من مختلف فئات المجتمع من أهالي منطقة حتا ومن كافة المناطق المحيطة، بالإضافة الى وصول مسيرة الإمارات السبع الى منطقة حتّا بمشاركة رياضيين من مختلف دول العالم.

وكانت حتّا حاضرة في النسخة الرابعة من طواف دبي الدولي للدراجات الهوائية الذي شهد مشاركة عشر فرق عالمية مصنفة من الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، وأربعة فرق قارية محترفة إضافة الى منتخب دولة الامارات العربية المتحدة للدراجات، حيث تعد مرحلة حتّا أهم وأصعب مرحلة كونها تشهد ارتفاعات كبيرة تزيد من قوة التنافس وتنتهي عن منطقة السد.

وبالإضافة إلى تنظيم ثلاثة سباقات في رياضة الدراجات الهوائية الجبلية فقد استضافت حتّا أيضا بدعم من مجلس دبي الرياضي البطولة الاقليمية الاولى في الشرق الأوسط للتحدي “إكس دبي سبارتان ريس” الذي شارك فيه أكثر من 3000 مشارك.

وقال سعادة سعيد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي: ” تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعمل مجلس دبي الرياضي لتطوير الجانب الرياضي في منطقة حتّا وتحويلها إلى منطقة رياضية متكاملة، حيث تمتلك حتّا المقومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف من خلال ارتفاع المنطقة جغرافيا وطقسها الجميل وهواءها الجبلي النقي، وباتت المنطقة تمتلك ملعبا حديثا لممارسة كرة القدم بالإضافة الى منشآت رياضية أخرى ومناطق طبيعية لاستضافة مختلف المنافسات، ومع تطور مراحل العمل في جميع المشاريع، ستكون حتّا منطقة رياضية بامتياز تستقطب المعسرات التدريبية والبطولات المختلفة”.

استراتيجيات لتشجيع الابتكار ونشر ثقافة ريادة الأعمال
وفي إطار دعم مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، للشباب في منطقة حتا ومساعدتهم على تأسيس مشاريعهم والانخراط في مجال ريادة الأعمال، وبالتعاون مع بلدية دبي فرع حتا، تم تخصيص 40 محل تجاري في سوق ونزل حتا التراثي لأعضاء المؤسسة بالإضافة إلى تخصيص 15 موقع استثماري في المنطقة.

بلغ عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة في حتا، من خلال مكتب أسس خصيصا كفرع لها في المنطقة حتا، 15 من رواد الأعمال الإماراتيين، حيث تم تأسيس وإطلاق مشاريعهم الخاصة، وتنوعت الخدمات المقدمة لتشمل الاستشارة والتوجيه، وخدمات إعفاءات الرخص، والتمويل، وخدمة تدريب رواد الأعمال.

وضمت مشاريع الشباب في حتا، تدشين أول مصنع عسل حيث تم تمويل المشروع من صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع التابع للمؤسسة بمبلغ وقدره نحو مليون درهم، وذلك لتمويل النفقات التشغيلية، بالإضافة إلى تدشين واجهة جديدة لــممارسة رياضة “كاياك” في حتا، باعتبارها وجهة لرياضة قوارب التجديف.

أكد عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أنه بتوجيهات القيادة الرشيدة أصبحت إمارة دبي اليوم، لما تمتلكه من سمعة عالمية في مجال ريادة الأعمال، منبراً لمجموعة متميزة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاعات حيوية، والتي تمكنت بنجاح من توسيع رقعة مشاريعها للوصول إلى الأسواق المجاورة في المنطقة.

وقال الجناحي: “شكلت المؤسسة حزمة من الخدمات في منطقة حتا لدعم وتطوير مشاريع الشباب المواطنين، حيث وضعت خطة لبناء نظام متكامل لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتأهيلها للنمو والتصدي للتحديات المتنوعة للصعود نحو العالمية. ويشكل الدعم القيادي نقطة انطلاق قوية لتحقيق تطلعات وآمال العديد من الشباب وتمكين المواطنين والمواطنات من أصحاب تلك المشاريع لكي يخوضوا غمار ريادة الأعمال بكل ثقة وإبداع من خلال العديد من التسهيلات والحوافز التي تقدمها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص بما يساهم في تعزيز قدراتهم على التقدم والنمو”.

وكجزء من استراتيجيتها للنهوض بريادة الأعمال، نظمت أكاديمية دبي لريادة الأعمال، الذراع التعليمي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خطة تدريبية شاملة لدعم ريادة الأعمال في منطقة حتا، تشمل 12 دورة تدريبية تعقد سنوياً، إضافة إلى ورش عمل يديرها نخبة من أبرز رواد الأعمال، وضمت ثلاثة محاور أساسية هي: تأسيس المشاريع، وتطوير المشاريع، وتطوير مهارات رواد الأعمال. بالإضافة إلى ورشة عمل تدريبية تحت عنوان “استثمار وابتكار” لرواد الأعمال في حتا بمشاركة نخبة من رواد الأعمال الناجحين لتبادل الخبرات، ودفع الشباب لاتباع أفضل الممارسات في إدارة مشاريعهم باحترافية. وقد استفاد من الدورات التدريبية التي نُظمت في حتا 150 شخص.

400 مسكناً ذات طرز معمارية تحاكي طبيعة حتّا
وضمن مساهمتها في خطة حتّا التنموية، تقوم مؤسسة محمد بن راشد للإسكان بتنفيذ عدة مشاريع عمرانية وخدمية خلال المرحلة القادمة، وكشف سعادة سامي عبد الله قرقاش، المدير التنفيذي للمؤسسة عن بدء المرحلة الأولى من المشروعات والتي تتضمن إنشاء 400 مسكن بتكلفة 565 مليون درهم، يتم الانتهاء منها خلال العام المقبل ومن ثم توزيعها على المستحقين من أبناء حتّا.

وأوضح قرقاش أن المؤسسة قامت بالتنسيق والتعاون مع بلدية دبي وهيئة الطرق والمواصلات بدبي لضمان تقديم خدمات متكاملة، منوها بأنه يتم حالياً تنفيذ أعمال الخدمات العميقة التي تشمل أعمال الشبكات الرئيسة، ومنها شبكة الصرف الصحي الداخلية المزمع ربطها بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي، التي تقوم بدورها بمعالجة المياه لاستخدامها في تغذية شبكات الري وشبكات مكافحة الحرائق، كما يتم مد شبكات الاتصالات والمياه والكهرباء بالتنسيق مع الدوائر الخدمية المعنية.

وأوضح قرقاش أن المؤسسة حرصت على أن يكون تصميم المباني متسق مع الطراز المعماري المميز لمنطقة حتّا حيث روعي المزج بين أصالة التراث والتطور العمراني وتم بالفعل اعتماد ثلاث واجهات تحاكي الطرز المحلية والإسلامية والاندلسية.

وتتكون غالبية الطرازات من أربعة غرف مرفق بها ملحق وكراج سيارات، كما سيشمل المشروع إنشاء شبكة من القنوات المائية لتجميع مياه الامطار على أن تُربط هذه القنوات بالأودية الطبيعية حفاظاً على مخزون المياه الجوفية.

 

كلمات دالة

#دبي مصادر نيوز  #الإمارات  #مشروعات  #أهم الأخبار  #اقتصاد وأعمال

 

Optimized with PageSpeed Ninja