التقنيات الطبية الذكية تعالج مرض السكري لدى أكثر من مليون شخص في الإمارات

دبي – مصادر نيوز

تسهم التقنيات الطبية الذكية الحديثة في مجال مرض السكري بإحداث تأثير إيجابي في حياة 1.2 مليون شخص في دولة الإمارات.

وتشمل هذه الابتكارات أنظمة توصيل الأنسولين وأجهزة قياس السكر في الدم وغيرها من المجالات التي تستهدف على وجه التحديد معالجة العديد من المضاعفات التي تنشأ عن هذا المرض.

ويشير بحث نشرته “فروست أند سوليفان” إلى أن قيمة قطاع مراقبة مرض السكري ستصل إلى 14.68 مليار دولار في العام 2022؛ بالمقارنة مع 10.71 مليار دولار حاليا، أي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.4٪. ويُعزى هذا النمو إلى الحلول التكنولوجية المتقدمة والذكية التي تستخدم داخل المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية.

وعلى الصعيد العالمي، تم تشخيص 425 مليون شخص مصاب بالسكري، بما في ذلك 39 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 67 مليون شخص بحلول العام 2045. وتوجد 1.2 مليون حالة مرضية مصابة بداء السكري في الإمارات العربية المتحدة في العام 2017، ويبلغ معدل انتشار المرض بين الإماراتيين 19٪.

وقال الدكتور عبد الرزاق المدني رئيس جمعية الإمارات للسكري أن المواطنين الإماراتيين لديهم استعداد وراثي لتطوير داء السكري من النوع الثاني. وقد أطلق الحكومة الإماراتية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري التي تهدف للحد من انتشار مرض السكري إلى 16.4 ٪ بحلول عام 2021، وتعد الدرجة الثانية الأكثر انتشاراً بين المرضى.

وبهذا السياق قالت كارا تيرنر، مديرة “علامة سي بي إتش آي” المتخصصة في تنظيم المعارض الطبية: “إن الدرجة الثانية من مرض السكري ينتج عن انخفاض إنتاج الأنسولين أو مقاومة الأنسولين. وعندما يحدث هذا، فإن المصاب يعاني من العطش المفرط والجوع والإرهاق والرؤية الباهتة والقروح أو الجروح التي لا تلتئم. وتقلل هذه الأعراض إلى حد كبير من نوعية الحياة لدى المصابين بهذا المرض.

وأضافت بالقول: “تعد المضاعفات الإضافية شائعة أيضاً مما يؤكد أهمية توفير متطلبات الرعاية لكل مريض. كما أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشخيص المرض وإدارته، وتوظيف تقنيات البلوتوث والواي فاي لنقل البيانات ومشاركتها بين المريض والطبيب، يعطينا لمحة عن مستقبل علاج مرض السكري خلال السنوات القادمة”.

وفي شهر فبراير من هذا العام، كشف معهد العلوم والتكنولوجيا الكوري النقاب عن خططه لإطلاق عدسة لاصقة ذكية يمكن أن تقيس نسبة الجلوكوز في الدموع وتساعد مرضى السكري الذين غالباً ما يعانون من عدم وضوح الرؤية. كما ساهم تطوير رقعة أنسولين ذكية في الولايات المتحدة في توفير نظام سريع الاستجابة يعمل مع جسم المريض من أجل توصيل الأنسولين غير الجراحي أثناء الحركة.

كما أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم بدعم المراقبة البعيدة على مدار الساعة لمستويات الصحة بشكل عام أو بعض العناصر المحددة. وفي شهر مارس الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نظام مراقبة الغلوكوز المستمر (CGM) الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي للرصد وقد حقق معدل نجاح كبير بلغ 98.5٪ في التجارب السريرية.

على الرغم من ريادتها في جميع أنحاء العالم ، إلا أن هذه الاختراقات وغيرها في السنوات القادمة ستصل إلى دول مجلس التعاون الخليجي – وهي منطقة يشكل انتشار داء السكري فيها واحدًا من أعلى المعدلات في العالم بنسبة 24.45٪.

وسيناقش البروفيسور جاكو توميليتو، الأستاذ الفخري للصحة العامة والمسؤول العلمي الأول في أمراض السكري في جامعة هلسنكي، مختلف الجوانب المتعلقة بأمراض السكري خلال معرض سي بي إتش آي العالمي للأدوية (CPhI) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي ينعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) خلال الفترة 3-5 سبتمبر 2018 بدعم من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي.

وحول هذا الموضع قالت كارا تيرنر: “شهدنا خلال السنوات الماضية الكثير من الابتكارات الحديثة في جميع أنحاء العالم تسهل من إدارة مرض السكري وتوفير الدواء. ومع استمرار تأثير مرض السكري على حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء المنطقة، فإنه من المهم للغاية أن يكون لدى الأكاديميين والأطباء والمبتكرين منصة مناسبة لمشاركة ومناقشة الحلول الجديدة والناشئة. وهذا ما سيوفره معرض سي بي إتش آي العالمي للأدوية (CPhI) فضلاً عن تسليط الضوء على التحديات الصحية الأكثر إلحاحاً في المنطقة”.

Optimized with PageSpeed Ninja